فصل: قال سيد قطب:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم




.سورة عبس:

.فصول مهمة تتعلق بالسورة الكريمة:

.فصل في فضل السورة الكريمة:

قال مجد الدين الفيروزابادي:
فضل السّورة:
فيه حديث أُبي الشَّاذّ: «مَن قرأها جاءَ يوم القيامة ووجهه ضاحك مستبشر».
وحديث علي: «يا علي مَنْ قرأها جاءَ يوم القيامة ووجهه يتلأَلأ، وله بكلّ آية قرأها ثواب المتشحّط في دمه». اهـ.

.فصل في مقصود السورة الكريمة:

.قال البقاعي:

سورة عبس وتسمى الصاخة، مقصودها شرح {إنما أنت منذر من يخشاها} [النازعات: 45] بأن المراد الأعظم تزكية القابل للخشية بالتخويف بالقيامة التي قام الدليل على القدرة عليها بابتداء الخلق من الإنسان، وبكل من الابتداء والإعادة لطعامه والتعجيب ممن أعرض مع قيام الدليل والإشارة إلى أن الاستغناء والترف أمارة الإعراض وعدم القابلية والتهيؤ للكفر والفجور، وإلى أن المصائب أمارة للطهارة والإقبال واستكانة القلوب وسمو النفوس لشريف الآمال، فكل من كان فيها أرسخ كان قلبيه أرق وألطف فكان أخشى، فكان الإقبال عليه أحب وأولى، واسمها عبس هو الدال على ذلك بتأمل آياته وتدبر فواصله وغاياته، وكذا الصاخة النافخة بشرها وشررها والباخة. اهـ.

.قال مجد الدين الفيروزابادي:

.بصيرة في: {عبس وتولى}:

السّورة مكِّيّة.
وآياتها ثنتان وأَربعون في الحجاز، والكوفة، وواحدة في البصره، وأَربعون في الشأم.
وكلماتها مائتان وثلاث وثلاثون.
وحروفها خمسمائة وثلاث وثلاثون.
والمختلف فيها من الآى ثلاث: {وَلأَنْعَامِكُمْ} {طعامه} الصّاخَّة.
فواصل آياتها (هما) وعلى الميم آية: {وَلأَنْعَامِكُمْ} وسمّيت عبس لمفتتحها.

.معظم مقصود السّورة:

بيان حال الأَعمى، وذكر شرفِ القرآن، والشّكاية من أَبى جهل، وإِنكاره البعث والقيامة، وإِقامة البرهان من حال النبات على البعث، وإِحياءِ الموتى، وشُغُل الخلق في العَرَصات، وتفاوُت حال أَهل الدّرجات والدّركات، في قوله: {وُجُوْهٍ} إِلى آخرها.
المنسوخ فيها آية واحدة: {فَمَن شَاءَ ذَكَرَهُ} م آية السّيف ن. اهـ.

.فصل في متشابهات السورة الكريمة:

قال مجد الدين الفيروزابادي:
المتشابه:
قوله: {الصَّآخَّةُ} سبق في النازعات. اهـ.

.فصل في التعريف بالسورة الكريمة:

.قال ابن عاشور:

سورة عبس:
سميت هذه الصورة في المصاحف وكتب التفسير وكتب السنة (سورة عبس).
وفي (أحكام ابن العربي) عنونها (سورة ابنِ أم مكتوم). ولم أر هذا لغيره.
وقال الخفاجي: تسمى (سورة الصاخّة).
وقال العيني في (شرح صحيح البخاري) تسمى (سورة السَفَرة)، وتسمى سورة (الأعمى)، وكل ذلك تسمية بألفاظ وقعت فيها لم تقع في غيرها من السور أو بصاحب القصة التي كانت سبب نزولها.
ولم يذكرها صاحب (الإِتقان) في السور التي لها أكثر من اسم وهو عبس.
وهي مكية بالاتفاق.
وقال في (العارضة): لم يحقق العلماء تعيين النازل بمكة من النازل بالمدينة في الجملة ولا يحقَّقُ وقتُ إسلام ابن أم مكتوم اهـ. وهو مخالف لاتفاق أهل التفسير على أنها مكية فلا محصل لكلام ابن العربي.
وعدت الرابعة والعشرين في ترتيب نزول السور. نزلت بعد سورة (والنجم) وقبل سورة (القدْر).
وعدد آيها عند العادّين من أهل المدينة وأهل مكة وأهل الكوفة اثنتان وأربعون، وعند أهل البصرة إحدى وأربعون وعند أهل الشام أربعون.
وهي أولى السور من أواسط المفصل.
وسبب نزولها يأتي ذكره عند قوله تعالى: {عبس وتولى}(عبس: 1).
أغراضها:
تعليم الله رسوله صلى الله عليه وسلم الموازنة بين مراتب المصالح ووجوبَ الاستقراء لخفياتها كيلا يفيت الاهتمامُ بالمهم منها في بادئ الرأي مُهماً آخر مساوياً في الأهمية أو أرجح. ولذلك يقول علماء أصول الفقه: إن على المجتهد أن يبحث عن معارض الدليل الذي لاح له.
والإِشارة إلى اختلاف الحال بين المشركين المعرضين عن هدي الإِسلام وبين المسلمين المقبلين على تتبع مواقعه.
وقرن ذلك بالتذكير بإكرام المؤمنين وسموّ درجتهم عند الله تعالى.
والثناءُ على القرآن وتعليمه لمن رغب في علمه.
وانتقل من ذلك إلى وصف شدة الكفر من صناديد قريش بمكابرة الدعوة التي شغلت النبي صلى الله عليه وسلم عن الالتفات إلى رغبة ابن أم مكتوم.
والاستدلالُ على إثبات البعث وهو مما كان يدعوهم إليه حين حضور ابن أم مكتوم وذلك كان من أعظم ما عني به القرآن من حيث إن إنكار البعث هو الأصل الأصيل في تصميم المشركين على وجوب الإعراض عن دعوة القرآن توهماً منهم بأنه يدعو إلى المحال، فاستدل عليهم بالخلق الذي خلقه الإِنسان، واستدل بعده بإخراج النبات والأشجار من أرض ميتة.
وأعقب الاستدلال بالإنذار بحلول الساعة والتحذير من أهوالها وبما يعقبها من ثواب المتقين وعقاب الجاحدين.
والتذكير بنعمة الله على المنكرين عسى أن يشكروه.
والتنويه بضعفاء المؤمنين وعلوِّ قدرهم ووقوع الخير من نفوسهم والخشية، وأنهم أعظم عند الله من أصحاب الغنى الذين فقدوا طهارة النفس، وأنهم أحرياء بالتحقير والذم، وأنهم أصحاب الكفر والفجور. اهـ.

.قال سيد قطب:

تعريف بسورة عبس:
هذه السورة قوية المقاطع، ضخمة الحقائق، عميقة اللمسات، فريدة الصور والظلال والإيحاءات، موحية الإيقاعات الشعورية والموسيقية على السواء.
يتولى المقطع الأول منها علاج حادث معين من حوادث السيرة: كان النبي صلى الله عليه وسلم مشغولابأمر جماعة من كبراء قريش يدعوهم إلى الإسلام حينما جاءه ابن أم مكتوم الرجل الأعمى الفقير- وهو لا يعلم أنه مشغول بأمر القوم- يطلب منه أن يعلمه مما علمه الله، فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا وعبس وجهه وأعرض عنه، فنزل القرآن بصدر هذه السورة يعاتب الرسول صلى الله عليه وسلم عتابا شديدا؛ ويقرر حقيقة القيم في حياة الجماعة المسلمة في أسلوب قوي حاسم، كما يقرر حقيقة هذه الدعوة وطبيعتها: {عبس وتولى أن جاءه الأعمى وما يدريك لعله يزكى أو يذكر فتنفعه الذكرى أما من استغنى فأنت له تصدى وما عليك ألا يزكى وأما من جاءك يسعى وهو يخشى فأنت عنه تلهى كلا إنها تذكرة فمن شاء ذكره في صحف مكرمة مرفوعة مطهرة بأيدي سفرة كرام بررة}..
ويعالج المقطع الثاني جحود الإنسان وكفره الفاحش لربه، وهو يذكره بمصدر وجوده، وأصل نشأته، وتيسير حياته، وتولي ربه له في موته ونشره؛ ثم تقصيره بعد ذلك في أمره:
{قتل الإنسان ما أكفره من أي شيء خلقه من نطفة خلقه فقدره ثم السبيل يسره ثم أماته فأقبره ثم إذا شاء أنشره كلا لما يقض ما أمره}..
والمقطع الثالث يعالج توجيه القلب البشري إلى أمس الأشياء به وهو طعامه وطعام حيوانه. وما وراء ذلك الطعام من تدبير الله وتقديره له، كتدبيرة وتقديره في نشأته:
{فلينظر الإنسان إلى طعامه أنا صببنا الماء صبا ثم شققنا الأرض شقا فأنبتنا فيها حبا وعنبا وقضبا وزيتونا ونخلا وحدائق غلبا وفاكهة وأبا متاعا لكم ولأنعامكم}..
فأما المقطع الأخير فيتولى عرض(الصاخة) يوم تجيء بهولها، الذي يتجلى في لفظها، كما تتجلى آثارها في القلب البشري الذي يذهل عما عداها؛ وفي الوجوه التي تحدث عما دهاها: {فإذا جاءت الصاخة يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه وجوه يومئذ مسفرة ضاحكة مستبشرة ووجوه يومئذ عليها غبرة ترهقها قترة أولئك هم الكفرة الفجرة}..
إن استعراض مقاطع السورة وآياتها- على هذا النحو السريع- يسكب في الحس إيقاعات شديدة التأثير. فهي من القوة والعمق بحيث تفعل فعلها في القلب بمجرد لمسها له بذاتها.
وسنحاول أن نكشف عن جوانب من الآماد البعيدة التي تشير إليها بعض مقاطعها مما قد لا تدركه النظرة الأولى. اهـ.

.قال الصابوني:

سورة عبس:
مكية.
وآياتها اثنتان وأربعون آية.
بين يدي السورة:
* سورة عبس من السور المكية، وهي تتناول شئونا تتعلق بالعقيدة وأمر الرسالة، كما أنها تتحدث عن دلائل القدرة، والوحدانية في خلق الإنسان، والنبات، والطعام، وفيها الحديث عن القيامة وأهوالها، وشدة ذلك اليوم العصيب.
* ابتدأت السورة الكريمة بذكر قصة الأعمى (عبد الله بن أم مكتوم) الذي جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلب منه أن يعلمه مما علمه الله، ورسول الله صلى الله عليه وسلم مشغول مع جماعة من كبراء قريش، يدعوهم إلى الإسلام، فعبس صلى الله عليه وسلم في وجهه وأعرض عنه، فنزل القرآن بالعتاب {عبس وتولى أن جاءه الأعمى وما يدريك لعله يزكى او يذكر فتنفعه الذكرى أما من استغنى فأنت له تصدى} الآيات.
* ثم تحدثت عن جحود الإنسان، وكفره الفاحش بربه مع كثرة نعم الله تعالى عليه {قتل الإنسان ما أكفره من أي شيء خلقه من نطفة خلقه فقدره ثم السبيل يسره...} الآيات.
* ثم تناولت دلائل القدرة في هذا الكون، حيث يسر الله الإنسان سبل العيش فوق سطح هذه المعمورة {فلينظر الإنسان إلى طعامه أنا صببنا الماء صبا ثم شققنا الأرض شقا فأنبتنا فيها حبا وعنبا وقضبا وزيتونا ونخلا} الآيات.
* وختمت السورة الكريمة ببيان أهوال القيامة، وفرار الإنسان من أحبابه من شدة الهول والفزع، وبينت حال المؤمنين وحال الكافرين في ذلك اليوم العصيب {فإذا جاءت الصاخة يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه وجوه يومئذ مسفرة ضاحكة مستبشرة ووجوه يومئذ عليها غبرة ترهقها قترة أولئك هم الكفرة الفجرة}. اهـ.

.قال أبو عمرو الداني:

سورة عبس 80:
مكية.
وقد ذكر نظيرتها في البصري والشامي ولا نظير لها في غيرهما.
وكلمها مائة وثلاث وثلاثون كلمة.
وحروفها خمسمائة وثلاثة وعشرون حرفا.
وهي أربعون آية في الشامي وإحدى وأربعون في عدد أبي جعفر والبصري واثنتان وأربعون في عدد الباقين.
اختلافها ثلاث آيات:
{ولأنعامكم} لم يعدها البصري والشامي وعدها الباقون.
{إلى طعامه} لم يعدها أبو جعفر وحده وعدها شيبة والباقون ({فإذا جاءت الصاخة}) لم يعدها الشامي وعدها الباقون.
وفيها مما يشبه الفواصل ثلاثة مواضع {من نطفة خلقه} {وعنبا} {وزيتونا}.

.ورؤوس الآي:

{وتولى}.
1- {الأعمى}.
2- {يزكى}.
3- {الذكرى}.
4- {استغنى}.
5- {تصدى}.
6- {يزكى}.
7- {يسعى}.
8- {يخشى}.
9- {تلهى}.
10- {تذكرة}.
11- {ذكره}.
12- {مكرمة}.
13- {مطهرة}.
14- {سفرة}.
15- {بربرة}.
16- {أكفره}.
17- {خلقه}.
18- {فقدره}.
19- {يسره}.
20- {فأقبره}.
21- {أنشره}.
22- {أمره}.
23- {طعامه}.
24- {صبا}.
25- {شقا}.
26- {حبا}.
27- {وقضبا}.
28- {ونخلا}.
29- {غلبا}.
30- {وأبا}.
31- {ولأنعامكم}.
32- {الصاخة}.
33- {أخيه}.
34- {وأبيه}.
35- {وبنيه}.
36- {يغنيه}.
37- {مسفرة}.
38- {مستبشرة}.
39- {غبرة}.
40- {قترة}.
41- {الفجرة}. اهـ.